تاريخ
العلاقات العربية الساسانية - الدكتور سالم أحمد محل
اسم الكتاب: العلاقات العربية الساسانية
مؤلف: للدكتور سالم أحمد محل
قسم: تاريخ
اللغة: العربية
الناشر: دار غيداء للنشر والتوزيع
الترقيم الدولي: 9789957555679
تاريخ الإصدار: 10/01/2013
الصفحات: 174
عدد الملفات: 1
حجم الملفات: 4.26 مب
نوع الملفات: PDF
تاريخ الإنشاء: 26/07/2021
معلومات أكثر حول الكتاب
تخذت الإمبراطوريات التي قامت في بلاد إيران من إقليم فارس مركزاً لها في حضارتها وقوتها وتطورها وما خلفته من نقوش وآثار، فقد شهد هذا الإقليم قيام عدد من الدول التي تتابعت على حكم بلاد إيران: منها الدولة الأخمينية أو الكيانية التي أسقطها الإسكندر الكبير في معركة (كوجاميلا) بالقرب من أربيل سنة (331 ق. م)، ثم الدولة البارثية (249 ق. م 226م)، أو هي التي عرف عمرها بعصر ملوك الطوائف بسبب تفرّق شمل الإيرانيين إلى كيانات سياسية متعددة، ثم الدولة الساسانية (226- 652م) والتي حولها تدور هذه الدراسة.
وقد اعتبرت هذه الدولة نفسها وريثة للدول التي قامت في بلاد إيران وخاصة الدولة الاخمينية التي عاشت بين القرنين السابع والرابع قبل الميلاد، في المجال العسكري والرغبة في التوسع والهيمنة على المناطق المجاورة لها، ويشير إلى هذه العلاقة بين الساسانيين والأخمينيين ابن خلدون في حديثه عن اردشير مؤسس الدولة الساسانية، وهو ينقل عن رواية لهشام بن كلبي بقوله: قام (أي اردشير) في أصل فارس يريد الملك الذي كان لأبائه قبل الطوائف.
ولم تمض سوى فترة قصيرة على قيام هذه الدولة حتى أصبحت أعظم قوة في تاريخ غرب آسيا، ودخلت في حروب عديدة مع الرومان، ثم البيزنطيين في القرن ومع الكوشانيين والهياطلة، (الترك) في الشرق، ومع القبائل اليدوية في الشمال، ونتيجة لهذه النزعة العسكرية التي طبعت السياسة الساسانية منذ قيام الدولة فإن ردود الفعل كانت قوية تجاه هذه النزعة في كل من روما وكوشان والهياطلة.
وقد أصبح هذا الصراع خاصة بين الدولتين الساسانية والرومانية والبيزنطية فيما بعد جزء مهم من تاريخ المنطقة، فترتبت عليه تغيرات سياسية وإقتصادية مهمة في جنوب غربي آسيا والشرق العربي.
من هنا، تأتي أهمية هذا البحث الذي تناول العلاقات العربية - الساسانية خلال القرنين الخامس والسادس الميلادي وبداية القرن السابع، ويعتبر هذا الموضوع جزء من مجمل العلاقات العربية الفارسية والذي يسبق فترة هذا البحث بألفي سنة، علماً بأن تلك العلاقات تشغل حيزاً واسعاً من تاريخ المنطقة يمتد من قيام الدولة الأكدية مروراً بالدولة الآشورية والبابلية، حتى إذا قامت الدولة الأخمينية (560- 311 ق.م) قضت على الدولة البابلية في العراق، وأصبح هذا البلد جزءاً من إمبراطورية الأخمينيين، وعندما أسقط الإسكندر المقدوني هذه الدولة الفارسية سنة 331 ق. م. وأخضع العراق للسلوقيين (327- 247 ق.م) عادت العلاقة ثانية بين العرب والإيرانيين بقيادة الدولة البارثية (247 ق.م - 226م) وظل العراق تحت الحكم البارثي حتى سقوط هذه الدولة على يد أردشير بن بابك ابن ساسان، مؤسس الدولة الساسانية، كما مرّ آنفاً، والتي عرفت الدولة، الجديدة بإسم هذه السلالة سنة 226م.
وقد قامت علاقة جديدة بين الساسانيين والعرب تمثلت بخطورتها ووضوحها بشكل عام، ففي هذه الدولة امتدت سياسة الفرس لأول مرة إلى عمان والبحرين، كما استطاع الساسانيون، ولفترة تقرب من الخمسين سنة من إحتلال اليمن، وهي أبعد نقطة في الزاوية الجنوبية الغربية من جزيرة العرب من متناول أيديهم، وظلوا يحكمونها حتى دخلت بلاد اليمن في الإسلام، فانقطعت بذلك صلتها بالساسانيين وأصبحت جزءاً من الدولة العربية الإسلامية التي شادها الرسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة.
وعلى الرغم من قوة هذه الدولة بإعتبارها إحدى أكبر القوتين الأعظم آنذاك الساسانية والرومانية، ثم البيزنطية فيما بعد، فلم تستطع أن نحمي نفسها وتفرض هيبتها المطلقة على العرب، فتقرأ في بعض الأحيان مهاجمة العرب لأطرافها فيثيرون الرعب في نفوس سكانها؛ بل أن أحد ملوك العرب في تدمر إستطاع أن يلحق هزيمة عسكرية منكرة بأحد أكبر ملوكها وهو سابور بن أردشير الأول (241- 272م) والذي عرفته العرب بكثرة جنوده فسمته بسابور الجنود.
ضمن هذه المقاربات حول العلاقات العربية - الساسانية يأتي هذا البحث الذي شمل خمسة فصول، تناول الأول منها التعريف بالدولة الساسانية (نبذة عن جغرافية إيران، قيام الدولة الساسانية مع نبذة تاريخية عن مؤسس هذه الدولة وأبرز ملوكها، والنظام الإجتماعي الساساني... إلخ).
وتم في الفصل الثاني تناول العلاقات بين العرب والساسانيين منذ قيام الدولة الساسانية سنة 226م، وحتى بداية القرن الخامس الميلادي، أما الفصل الثالث فقد انصب على دراته لعلاقة العرب بالساسانيين عبر إمارة الحيرة (تاريخ مدينة الحيرة ثم تأسيس إمارة الحيرة من قبل القبائل العربية في القرن الثالث الميلادي ثم أشهر ملوكها الذين لهم علاقة الساسانيين)، ودار الفصل الرابع حول الغزو الساساني لليمن، أما الفصل الخامس فقد حاول الباحث فيه تتبع العلاقات الإقتصادية بين العرب والساسانيين.
وقد اعتبرت هذه الدولة نفسها وريثة للدول التي قامت في بلاد إيران وخاصة الدولة الاخمينية التي عاشت بين القرنين السابع والرابع قبل الميلاد، في المجال العسكري والرغبة في التوسع والهيمنة على المناطق المجاورة لها، ويشير إلى هذه العلاقة بين الساسانيين والأخمينيين ابن خلدون في حديثه عن اردشير مؤسس الدولة الساسانية، وهو ينقل عن رواية لهشام بن كلبي بقوله: قام (أي اردشير) في أصل فارس يريد الملك الذي كان لأبائه قبل الطوائف.
ولم تمض سوى فترة قصيرة على قيام هذه الدولة حتى أصبحت أعظم قوة في تاريخ غرب آسيا، ودخلت في حروب عديدة مع الرومان، ثم البيزنطيين في القرن ومع الكوشانيين والهياطلة، (الترك) في الشرق، ومع القبائل اليدوية في الشمال، ونتيجة لهذه النزعة العسكرية التي طبعت السياسة الساسانية منذ قيام الدولة فإن ردود الفعل كانت قوية تجاه هذه النزعة في كل من روما وكوشان والهياطلة.
وقد أصبح هذا الصراع خاصة بين الدولتين الساسانية والرومانية والبيزنطية فيما بعد جزء مهم من تاريخ المنطقة، فترتبت عليه تغيرات سياسية وإقتصادية مهمة في جنوب غربي آسيا والشرق العربي.
من هنا، تأتي أهمية هذا البحث الذي تناول العلاقات العربية - الساسانية خلال القرنين الخامس والسادس الميلادي وبداية القرن السابع، ويعتبر هذا الموضوع جزء من مجمل العلاقات العربية الفارسية والذي يسبق فترة هذا البحث بألفي سنة، علماً بأن تلك العلاقات تشغل حيزاً واسعاً من تاريخ المنطقة يمتد من قيام الدولة الأكدية مروراً بالدولة الآشورية والبابلية، حتى إذا قامت الدولة الأخمينية (560- 311 ق.م) قضت على الدولة البابلية في العراق، وأصبح هذا البلد جزءاً من إمبراطورية الأخمينيين، وعندما أسقط الإسكندر المقدوني هذه الدولة الفارسية سنة 331 ق. م. وأخضع العراق للسلوقيين (327- 247 ق.م) عادت العلاقة ثانية بين العرب والإيرانيين بقيادة الدولة البارثية (247 ق.م - 226م) وظل العراق تحت الحكم البارثي حتى سقوط هذه الدولة على يد أردشير بن بابك ابن ساسان، مؤسس الدولة الساسانية، كما مرّ آنفاً، والتي عرفت الدولة، الجديدة بإسم هذه السلالة سنة 226م.
وقد قامت علاقة جديدة بين الساسانيين والعرب تمثلت بخطورتها ووضوحها بشكل عام، ففي هذه الدولة امتدت سياسة الفرس لأول مرة إلى عمان والبحرين، كما استطاع الساسانيون، ولفترة تقرب من الخمسين سنة من إحتلال اليمن، وهي أبعد نقطة في الزاوية الجنوبية الغربية من جزيرة العرب من متناول أيديهم، وظلوا يحكمونها حتى دخلت بلاد اليمن في الإسلام، فانقطعت بذلك صلتها بالساسانيين وأصبحت جزءاً من الدولة العربية الإسلامية التي شادها الرسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة.
وعلى الرغم من قوة هذه الدولة بإعتبارها إحدى أكبر القوتين الأعظم آنذاك الساسانية والرومانية، ثم البيزنطية فيما بعد، فلم تستطع أن نحمي نفسها وتفرض هيبتها المطلقة على العرب، فتقرأ في بعض الأحيان مهاجمة العرب لأطرافها فيثيرون الرعب في نفوس سكانها؛ بل أن أحد ملوك العرب في تدمر إستطاع أن يلحق هزيمة عسكرية منكرة بأحد أكبر ملوكها وهو سابور بن أردشير الأول (241- 272م) والذي عرفته العرب بكثرة جنوده فسمته بسابور الجنود.
ضمن هذه المقاربات حول العلاقات العربية - الساسانية يأتي هذا البحث الذي شمل خمسة فصول، تناول الأول منها التعريف بالدولة الساسانية (نبذة عن جغرافية إيران، قيام الدولة الساسانية مع نبذة تاريخية عن مؤسس هذه الدولة وأبرز ملوكها، والنظام الإجتماعي الساساني... إلخ).
وتم في الفصل الثاني تناول العلاقات بين العرب والساسانيين منذ قيام الدولة الساسانية سنة 226م، وحتى بداية القرن الخامس الميلادي، أما الفصل الثالث فقد انصب على دراته لعلاقة العرب بالساسانيين عبر إمارة الحيرة (تاريخ مدينة الحيرة ثم تأسيس إمارة الحيرة من قبل القبائل العربية في القرن الثالث الميلادي ثم أشهر ملوكها الذين لهم علاقة الساسانيين)، ودار الفصل الرابع حول الغزو الساساني لليمن، أما الفصل الخامس فقد حاول الباحث فيه تتبع العلاقات الإقتصادية بين العرب والساسانيين.
إرسال تعليق
0 تعليقات